نبذة عن الملك الأمازيغي ماسينيسا

يعتبر ماسينيسا المازيلي من أهم ملوك دولة نوميديا الأمازيغية وهو من مواليد قسنطينة الجزائرية التي حوّلها إلى سيرتا، فاتخذها عاصمة لحكمه في منطقة مسيلة، كرس هذا الملك حياته الطويلة لخدمة الأمازيغيين الذين زرع فيهم حب الوفاء والعمل والإخلاص.. ويعد ماسينيسا من أهم أبطال المقاومة الأمازيغية الذين عملوا على توحيد الممالك الأمازيغية،

إلى جانب صيفاقس ويوغرطة ومازيبا وإدمون، تمهيدا لمقاومة الاحتلال الروماني القادم إلى إفريقيا الشمالية لاحتلالها والاستيلاء على ربوعها ونهب ثرواتها واستغلال ممتلكاتها وإذلالها وتشويه حضارتها والقضاء على ثقافتها، بيد أن الأمازيغيين استطاعوا بكل ما لديهم من قوة طرد الرومان والتنكيل بهم في عدة وقائع ومعارك يشهد بها تاريخ الرومان قبل تاريخ الأمازيغيين، ولقد شكل الملك ماسينيسا جيشا أمازيغيا قويا بعد أن وحّد كل قبائل شمال إفريقيا الموجودة في القسم الأوسط ضمن مملكة أمازيغية موحدة، وهي مملكة نوميديا.

ويعرف على سياسة ماسينيسا أنها تعتمد في جوهرها على الحنكة والتجربة والذكاء والخبرة في التعامل الدبلوماسي مع الدول القوية، وبقي على هذا الحال إلى أن توفي في القرن 14 قبل الميلاد عن سن تتجاوز 90 سنة بعد أن بقي في عرشه مدة طويلة، فما يقرب من ستين سنة ويوجد ضريحه إلى اليوم في قرية الخروب في ضواحي قسنطينة (سيرتا). و هنا يمكننا أن نتساءل أين هو مشروع القرية النوميدية المقرر إنجازه بالقرب من ضريح ماسينيسا بالخروب الذي أجهض بسبب الصراعات ..،التي كانت بين الوالي السابق و وزيرة الثقافة

و المعروف أنه تخليدا لذكرى هذا الملك العظيم سميت المدينة الجديدة ماسينيسا على اسمه، تأسست هذه المدينة في إطار برنامج إنشاء المدن الجديدة لتخفيف الضغط عن المدينة "الأم" قسنطينة، وهي تتبع إداريا دائرة الخروب، يسكنها ما يزيد عن 30 ألف ساكن تم ترحيلهم من مختلف المناطق الموجودة بوسط مدينة قسنطينة، التي تبعد عنها بحوالي 24 كيلومتر، وتتميز بموقع استراتيجي لا مثيل له، يتوسطه ضريح الملك الروماني "ماسينيسا" الواقع أعلى المنطقة، وهو من شأنه أن يجعلها مدينة سياحية بمعنى الكلمة نظرا لما تقدمه من خدمات لو دعمت بالمرافق الضرورية لذلك